أقيمت يوم أمس الاثنين وكالعادة في نطاق البرنامج الثقافي لجمعية الثقافة والفنون بالطائف أمسية فنية تشكيلية احتفاءا بالفنان المبدع بكر شيخون والتي استمرت زهاء الخمس ساعات حضرها لفيف من فناني مكة وجدة والمدينة والطائف، حيث تم تكريم الفنان المبدع في ليلة تشكيلية قمة في البهاء وقمة في التألق بمختلف المقاييس.

وقد بدأت الأمسية حوالي الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين حيت قام الحضور الكريم بزيارة لمتحف "قصر شبرا"، بعد ذلك أنتقل الجميع إلى صالة الفنون التشكيلية بقصر شبرا بصحبة الفنان بكر شيخون الذي أفتتح على شرفه المعرض التشكيلي لفناني وفنانات الطائف الذي أقيم عن القدس عاصمة الثقافة العربية، حيت استمع جمهور الحاضرين الذين تنوعت مدارسهم واهتماماتهم إلى رؤية الفنانين التشكيلين لأعمالهم المشاركة في المعرض، بعد ذلك كان الموعد في مقر جمعية الثقافة والفنون حيت كان الاستقبال من جديد أسطوريا ما يجعل حفلات الاستقبال الخاصة بالجمعية تتخذ طابعا مختلفا في كل أمسية من أمسياتها، وبالتالي تخلق لنفسها بصمة مميزة على مستوى الساحة الفنية الأدبية والثقافية بالطائف يصل صداها حتى خارج المملكة. وقد استقبل الجمهور بفرقة شعبية قدمت لونا فنيا من ألوانها احتفاءا بالجمهور الحاضر أو بالفنان بكر شيخون الذي كان أيضا ضيفا من العيار الثقيل. صاحب هذه الموسيقى ألوان من ورد الطائف الجميل ذو الرائحة الزكية الذي كان ينثر على الجمهور وهو في طريقه إلى مسرح جمعية عكاظ الثقافي.

وقد كانت كلمة مدير مقهى عكاظ الثقافي سامي الزهراني ترحيبية في مجملها، بالضيوف من جهة وبالفنان التشكيلي بكر شيخون من جهة أخرى، حيت قام من خلال كلمته باستعراض مسيرة ومشوار حياة الفنان، مشيرا إلى الجوانب الفنية والمحطات الحية للفنان بكر شيخون والتي ستبقى محفورة في ذاكرة تاريخ الفن السعودي بصفة خاصة والعربي بصفة عامة. تلاه بعد ذلك عرض فيدو أرت لمسرحية " مجنون ليلى" للتشكيلي نور الدين ماضران، بالإضافة إلى عرض مشاركة فناني الطائف في فعاليات الملتقى الدولي الأول للفن التشكيلي وفن الفوتوغراف والنحت بمدينة مكناس بالمغرب، ويذكر أن نور الذين ماضران من الفنانين المشاركين بفعاليات الملتقى أيضا.

وقد تم تكريم الفنانين المشاركين في فعاليات ملتقى مكناس الدولي من قبل مدير الجمعية الفنان التشكيلي فيصل خالد الخديدي والفنان التشكيلي بكر شيخون وهم: حمدان محارب العصيمي، محمد الثقفي، فهد القثامي، ويذكر أن فيصل خالد الخديدي من الفنانين الذي شاركوا بفعاليات الملتقى الدولي بمكناس والذي تركت بصمة عمله القادم من عالم الفروزن صدى طيبا في فعاليات الملتقى الأول للفن التشكيلي وفن الفونوغراف إلى جانب الصدى الطيب الذي تركه كل أعضاء الجمعية عن الفن التشكلي والنحت بالسعودية. بعد ذلك انتقل للاستمتاع بعرض الصور الخاصة بأعمال الفنان بكر شيخون والتي حكت حياته الفنية من خلال استعراض مجموعة من أعماله في مناسبات مختلفة الفترات الزمنية وذلك على امتداد عمر الفنان التشكيلي بالإضافة إلى عرض مجموعة من الصور الشخصية له تحكي ما لا تستطيع أن تبوح به رؤوس الكلمات..

بعد ذلك ألقى الفنان صقر القرني كلمة نيابة عن رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية عبد الرحمن السليمان الذي اعتذر عن الحضور لأسباب طارئة، والتي تطرق فيها لمسيرة التشكيلي بكر شيخون بعيون عاشقة قدمت قراءة جميلة لمختلف أعماله التشكيلة التي تركت ومازالت تترك صداها على الساحة الثقافية داخل المملكة.

أما كلمة رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية،فقد رحب من خلالها بالضيوف كما وقدم نبذة عن أنشطة اللجنة لهذا العام، مشيدا بمدى الدور التواصلي الذي صارت تلعبه الجمعية بكل فروعها خدمة للفن والثقافة داخل وخارج المملكة.

وقد تعددت القراءات التي قدمها الفنانون لأعمال بكر شيخون، حيث بدأ الفنان أحمد فلمبان بقراءة لأعمال شيخون والتي أستعرض من خلالها مسيرته التشكيلية التي استحقت التكريم من قبل الجمعية التي أشاد بمجهوداتها الجبارة والمتميزة في خدمة المثقفين، بعد ذلك جاءت كلمة مدير جمعية الثقافة والفنون بالمدينة فؤاد مغربل مكملة لكلمة احمد فلمبان، حيت شكر الجمعية بدوره على مجهوداتها الرائعة والجبارة لخلق مثل هذه الأمسيات الثقافية التواصلية، عدا عن هذا فقد نوه فؤاد مغربل بأنشطة الجمعية داعيا في عملية تحفيزية باقي الجمعيات والفروع الثقافية بالمملكة إلى أن تحدو حدوها بل وتوازيها في التألق والبهاء، مشيدا بتجربة بكر شيخون المتميزة مضيفا إلى أنه لا بد من تخليد بصمة هذا الفنان التشكيلي عن طريق جمع أعماله وكل ما كتب عنها في كتيب تعريفي فني من أجل الاستفادة من هذه التجربة الفنية المتميزة، بعد ذلك جاءت مداخلة الدكتور والناقد عالي القرشي التي أوضح في بدايتها مدى سعادته لحضور أمسية مماثلة حصل فيها على شرف التعرف على فنان متميز مثل بكر شيخون عن قرب، موضحا بعد ذلك في قراءته أن أعمال الفنان تتسم بطابع المفايهيمة، حيت أشار إلى مدى ارتباط أعمال شيخون التشكيلية بالرؤى الأدبية من خلال النصوص المصاحبة لبعض أعماله والتي تعبر عن الفن التشكيلي كما يعبر عنه بكر شيخون، أما مدير" اتلييه جدة " الناقد المتميز هشام قنديل فقد تحدت عن تجربة هذا الفنان المتميز ملامسا إياها من جميع الجوانب، دون أن ينسى في ختام مداخلته التنويه بمجهود الجمعية في شخص مديرها، ورئيس لجنة الفنون التشكيلية الفنان والنحات محمد الثقفي والكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي.

أما كلمة الناقد عاطف بهجات فقد اختصرت إعجابه العميق لأعمال بكر شيخون المتميزة، متناولا إياها من عدة زوايا وجوانب، مشيرا إلى مدى تميزها ومدى ما تتركه في نفس المتلقي من تاثير. بعدها جاءت مداخلة الفنان التشكيلي صديق واصل مثيرة لعدد من الهموم والمشاكل والعقبات التي تعترض التشكيليين في مختلف مراحلهم الفنية، مشيرا إلى أن هذه العوائق من شأنها أن تقلص مساحة الإبداع وتقبر كل المواهب الصاعدة أن لم يستطع المجتمع البحت عن زوايا أخرى للتنفس بعيدا عن الأفكار الضيقة التي تضع ما أمكن من الأشواك في طريق الفن، بعد ذلك تطرق لبعض النقاط في أعمال شيخون والتي عرضت في زوايا اتفاق واختلاف مع الفنان، دون أن ينسى التنويه أيضا بدور جمعية الطائف في خلق مثل هذه المبادرات الطيبة لتكريم المبدعين من أبناء الوطن، مشيرا إلى أن من أمنياته حضور حفل تكريم الفنان أحمد فلمبان في أول مناسبة تشكيلية قادمة .

وقد اختتمت المداخلات بكلمة الكاتب المسرحي المتميز فهد ردة الحارثي الذي لم ينس شكر جمهور الحاضرين ، حيت هنأ نفسه والجمعية بالاطلاع على تجربة الفنان التشكيلي المتميز بكر شيخون عن قرب، معتبرا فرصة اللقاء ببكر شيخون عن قرب من أجمل اللحظات وأسعدها في مسيرة الجمعية، مشيرا إلى أنها بصمة جديدة ونشاط مميز بشهادة الجميع ينضاف إلى الدفتر الذهبي للجمعية.

ولأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، فقد فتح باب النقاش أمام جمهور الحاضرين من اجل تحقيق عملية الإفادة والاستفادة، والتعرف أكثر على الفنان بكر شيخون الفنان والإنسان.

أما مسك الختام فقد قدم مدير فرع جمعية الطائف الفنان التشكيلي فيصل خالد الخديدي عددا من الدروع التذكارية وباقات من ورد الطائف ذو الرائحة العطرة للفنان بكر شيخون، كما قدم له الفنان محمد الثقفي مجسما من أعماله التي تحكي عن الأسطورة والحجر، كما قدم للفنان درع لجنة الفنون التشكيلية، وقدم مدير مقهى عكاظ درع المقهى للفنان، بالإضافة إلى تقديم الفنان المسرحي مساعد الزهراني ميدالية ورشة العمل المسرحي بالطائف باعتبارها هدية رمزية قدمها أعضاء الورشة لبكر شيخون.

وفي ختام الأمسية هنا الجمهور الحاضر الفنان بكر شيخون، وقد ضرب مدير الجمعية فيصل خالد الخديدي موعدا لأمسية أسطورية محفوفة برائحة الورد الطائفي الزكية يوم الاثنين القادم والتي سيكون فيها ثلاثة ضيوف من 3 مجالات فنية مختلفة : العزف، القصة، الشعر. وهم الفنانين عادل الزهراني عازف على ألتي العود والقيثارة، والشاعر أحمد قران الزهراني، والقاص عبد العزيز عسيري. وسيتم الإعلان عن البرنامج لاحقا.