رسالة الى المرشح الأميركي لرئاسة العراق..

2016-08-09
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/12f13fc5-a203-486c-bf5b-a5e94dd00424.jpeg
اِبق مكانك .. ولاتتحرك .. لا تتحرك في هذا الأتجاه .. لا تتحرك في أي اِتجاه آخرر يرسمونه لك .. لا تتحرك  كدميةٍ ولا بد لك ان تتذكرَ ان الأنسانَ الأنسانَ حرٌّ، وان مَن قال يوماً : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ) كان في يوم ما حاكماً في  بلدك وواحداً من الشعب ليس لديه منازل ولا قصور ولا أملاك وحتى الذي كان في خدمته كان أخاه !
تذكر أيضاً ان الحرية ككلمة بين الكلمات ومفردة بين المفردات انما أتت من وطن اجدادك ومن لغات أهلِك الأولين، فكانت ( أمارجي ) السومرية التي تعني الحرية، وتشبه السحر !!
اِن كنتَ طبيباً فعالج الناس في أي مكان في هذا الكوكب واسهرْ في تخفيف معاناتهم في وطنك الأصل أو في البلد الذي أكتسبت جنسيته أو في أقصى قرية في هذا العالم !!!
ان كنتَ مدرساً ساعدْ طلبتك في تلقي العلم بأفضل سبيل ... كُنْ لهم جميعاً الأب والمعلم وشجّعِ الموهوبين منهم أبناء مَن كانوا  ومن أي دين، أي مذهب، أي عرق وأي وطن انحدروا، فأنت مدرسهم وأبوهم !!
ان كنتَ مهندساً فحاول مخلصاً ان تعمِّرَ ما خربَ وتبدعَ كل ماهو جميل ورائع وحديث لأجل البشرية جمعاء، ولايهمُ في أي مكان ستقدم عطاءَك،  واِن كان الأجمل ان يكون في وطنك الذي بطشتْ فيه غباوات الساسة من بنيه وصقور الفولاذ الغريبة !!
ان كنتَ أديباً أو شاعراً أو صحفياً فأكتبْ عن كل ماهو جميل ونبيل وانساني، أرفعْ من شأن العالي وانتقد الوضيع !! وتذكر ان اليورانيوم المنضب  الذي القته صقور الفولاذ في بلدك ووزعته المزنجرات على ضفاف الفراتين فتك بأثداء امهاتك وصدور أخواتك وبنات عمك !!!
وان ضحايا الحصار من أطفال وطنك في عقد واحد من الزمن بلغ تسعمائة الف طفل جائع شهيد، اِذْ يمرض الطفل من الجوع ثم لايجد الدواء، فيموت بينما  السيدة مهندسة القرار والدكتورة المهيمنة في هيأة الأمم المتحدة ورائدة السياسة الخارجية في البلد الذي منحك جنسيته تتلمظ ولا يرف لها جفن، وحينما يسألها الصحفيون عن موت الأطفال تقول لهم : الأمر يستحق !!
والى قبل أيام قليلة أجدني أقرأُ عن استشهاد شابٍ من مدينتنا بعمر الورد ونضارة الورد مع جمع من رفاقه الذين يقاتلون لأسترداد مدينة من مدن وطنهم الذي استباحته عصابات تتحرك بأمرة من أمراء الظلم والظلام وقد خلطوا الأوراق في كواليسهم السرية ليقتتل أبناء الأمة الواحدة . جاء اغتيال هذا الشاب ورفاقه بنيرانٍ صديقةٍ، ومن الأعالي !!
وحينما حذرَّ أحد الطيارين الغرباء زميله وابن وطنه الطيّار الآخر ان الهدف خاطيء وذلك قبل ثوانٍ قليلة من التهديف المميت ذكرَّ  الطيار الفاعل زميلَه بالمهمة الحقيقية التي أتوا لأجلها وضغط على زر القتل ..
طيّار يُحذِّر .. وطيّار يذكِّر
وهكذا ضاع الدم العراقي بين تحذير وتذكير !!
الى أين أنتَ ذاهب، ومَن رشحك لهذه المهمة التي لاتشرِّف وطنك الأصل ولاتشرِّف الوطن الذي منحك جنسيته !!
مهمة لاتخدم فيها شعبَك المتحدر من نسل جدودك ولاتخدم فيها الشعبَ الذي تعيش معه أوعشتَ معه في غربتك وتحمل جواز أهله، بل تسيء للشعبين في المفهوم الأنساني الحقيقي والكبير والشامل !! 
انها المهمة التي أختارها لك أمير الظلام !!
وكم أساء امراء الظلام من قبل لوطنك الأصل وشعبك الذي تحملُ أسماً من أسماء أهله !!
لقد خلعوا قبل نصف قرن في وطنك الحاكمَ الوطني الشجاع والشريف والنزيه والقديس في نزاهته وأتوا بالمزيف التافه المجرم العميل !!
وانت، ولابد، تعرف الى اين وصلت الأمور الآن، فألى أين أنت ذاهب، مع مَن ولأجل مَن ؟!!!
أهذه هي جهودنا لأجل وطننا أوشعبنا ان نصبح بيادق اللعبة الأجنبية ونذهب الى أهلنا من الغربة مجندين، فرئيس النادي الثقافي العراقي مرتزق والمشرف على المسجد أو الجامع عميل والمثقف الحزبي دمية في يد الأجنبي والفنان الكبير لعيبة في اليد الأخرى ؟!!
لابد انك تفهمني وتعرف مقصدي النبيل، وخارطة الوطن سياسيا وأقتصاديا واجتماعيا  أمامنا جميعاً ونحن نراه في غرفة الأنعاش ان كان هناك من أنعاش : مدمى، مسجى وفاقد الوعي!!!
فهل انت ذاهب معهم لتوحد البلاد من الفرات الى النيل ؟!!
ويقيناً أنك ستقرأ كلماتي حتى لو كنتَ من العميان !
وستسمع وتفهم صوتي حتى لوكنتً من الطرشان أو الخرسان!!

كريم الاسدي

كاتب وشاعر عراقي يعيش في برلين

karim.asadi777@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved