رزيئة عروس

2021-12-19

صوتُ عُرسٍ أَم ذا نشيجُ نُــواحِ

لعروسٍ زُفَّتْ زفافَ الأَضـاحي ؟

 

أَيُّ حـزنٍ يلــوحُ في مقـلتيهـــــا

وســكـوتٍ يُغني عن الإِفصــاحِ

 

أَخــذوهــــا لأَشــيـبٍ مُتصــابٍ

أَخـذَ طيــــرٍ لشـفــرةِ الذبَّــــــاحِ

 

تاجـــرٍ فاجـــرٍ وضيــعٍ رقيـــعٍ

جـاهــلٍ سـافــلٍ حقيــرٍ وَقَــــاحِ

 

إِستبــاح الجَمـالَ بالمـالِ رَغْمـاً

يـالَـوردٍ ــ بعاصفٍ ــ مُستبــاحِ !

 

فزعتْ,إِذ بَـدا لهــا,فَــزْعَ طفــلٍ

من ظــــلامٍ يَكتـظُّ بالأَشـبـــــاحِ

 

راعَـهــــا نَــزوُه كــــأنَّ يـديـــهِ

مخلبٌ راعَ بلبــلاً في الصبـــاحِ

 

مَسَّـتا شَعرَهــا فأَوشــكَ أَنْ يَبْــ

ــيَضَّ شَـيبـاً من مَسَّـةٍ  بالــراحِ

 

مَـرَّ من فـوق صدرِهـا مُسـتـلِذّاً

مَرَّة الوحشِ فوق طيبِ الأَقــاحِ

 

مـا بـــه من فـؤادِهـــا حُرُقــاتٌ

أَو رذاذٌ مـن جفنِهـــا النـضَّــاحِ

 

هـي في نحسِ أَزْمَـةٍ وعـــذابٍ

وهو في سعــدِ نشوةٍ وارتيــاحِ

 

قـاومتْــه بصمتِهــــا.مالديـهــــا

غيـرُ آهٍ ,وعبــرةٍ من ســـــلاحِ

 

غَرزوه في روحِهــا بابتهــــاجٍ

كانغــرازِ المسمارِ في الأَلواحِ

 

وتَـواصــوا على أَذاهــا رُمــاةٌ

بسهــــامِ الشُمَّــاتِ والنُصَّـــاحِ

 

بيــنَ نـــاريــنِ:عــاذلاتٍ لَــوَاهٍ

بـأَسـاهــا،وواعظـاتٍ لَـــواحي

 

فتَمشَّى العـــذابُ في مقلتيـهـــا

كتَمشِّي الخـريــفِ في الأَدواحِ

 

أَلـفُ آهٍ علَى رياضِ هواهـــــا

مزَّقتْ وردَهـا نيـوبُ الريـــاحِ

 

وانطوَى سـحرُهــا كأَنَّ فَرَاشـاً

لم تَطفْ حول عطرِها الفــوَّاحِ

 

وكأَنَّ الغمــــامَ لـم يحتضنْهـــا

بــذراعٍ من سَــلْسَبيــلٍ قَـــراحِ

 

أَلــــفُ آهٍ، وأَلــــفُ آهٍ.تَـلظَّــتْ

بـزفـيـــــرِ المُعـذَّبِ المُلتــــاحِ

 

بين موتٍ ــ لوخُيِّرَتْ ــ وحيـاةٍ

لاستماتتْ فَسْخاً لــ (عقد نِكاحِ)

 

أَزواجٌ هـــذاكَ حقَّـاً أَم اســـــمٌ

مُســتعـــــارٌ لزهقـةِ الأَرواحِ؟

أَيـن منهــا طبــولُ عـدلٍ وحَقٍّ

ومـزاميـــرُ قـادةِ الإصــــلاحِ ؟

 

قد أَغَصُّوا سوقَ النضالِ ولكنْ

ليس فيهــمْ من صادقٍ جَحْجاحِ

 

طُلَّ طَلَّ الدمـــاءِ حُلْـمُ صِباهــا

بين سيفِ(الحجَّاجِ)و(السـفَّـاحِ)

 

تلك عُقبَى صمتِ النساءِ وعُقبَى

كـلِّ خـوفٍ من وثبــةٍ وجمــاحِ

 

ليس عند الظِبــاءِ وسْطَ حِصـارٍ

غيرُ فكِّ الحصــارِ بالإجتيــاحِ

 

لاتَهــابُ الـذئـــابُ إلَّا جريئـــاً

مثلَهــا بارِزاً لهــا في السَّــــاحِ

 

ليس في القومِ من نصيرٍ لمِعطَا

ءَ وَلــــودٍ وخِصْبَـــةٍ مِمــــراحِ

 

لا التفــاتٌ إِلا لـــذي ثــروةٍ في

أُمَّتـي أَو ذي قــــوَّةٍ نَـطّــــــاحِ

 

إنّ بُعــدَ الشـعـــوب عنَّـا رُقِيَّـاً

كالثريَّـا عن سَـبْسَـبٍ وبِطــــاحِ

 

أَيَّ خطبٍ جلوتُ؟هل أَنا في طَيْـ

ـــفِ منــامٍ أَويقظـةٍ أَومِـــزاحِ؟

 

أَو أَنـا المُثخـنُ الــذي قـد تَجلَّى

لجريـــحٍ بمظهــــرِ الجـــرَّاحِ؟

 

أَأُداري لهيــبَ غيــري وأَنسَى

مـا بقلبي من لاهــبٍ لفَّـــــاحِ؟

 

مُثبِتٌ في الحَشَا همومَ البرايــا

ومُـزيــحٌ بهـنَّ هـمِّي ومــاحي

 

مُزِجتْ زفـرةُ السبايــــا بلحني

ودمــــوعٌ لهـــنَّ في أَقـــداحي

 

بنِـــداءٍ لهــنَّ أَشــتــاقُ صوتـاً

لـرؤومٍ ــ ثكلتُهــا ــ مِسـمــاحِ

 

قد سقتني حتّى سكرتُ كؤوساً

مـن حنانٍ وصبــوةٍ ومِـــراحِ

 

ياإِلهي!حَوَّطتُ باسمــكَ حبَّــاً

من أَذَى كـلِّ حاقـــدٍ مِلحــــاحِ

 

وإِنــاثــاً مُطَمْأَناتٍ ســلامـــــاً 

من هجـومِ المُذكَّــرِ المُجتــاحِ

 

عَقَّ أُمَّاً ـ ماكان لولا رضاهـاـ

جاحداً نبعَ خيرهـا والسـمـــاحِ

 

يالَهولِ اغتصابِ حوَّاءَ جهـراً!

باسـمِ عرسٍ مُحلَّـلٍ ومُبـــــاحِ!

 

أَأُعزِّي بصدقِ حـزني ذويهـــا

أَم أُهنِّيهـــمُ بكذب انشـــراحي؟

 

أَأَنــا خـالـــطٌ مَشـيـنــاً بـزَيـــنٍ

ومَشـوبـاً بخالــصٍ وصُــراحِ؟

 

كيف أَقوَى على السـرورِ نفاقاً

بمُصابٍ قد هِيضَ منه جناحي؟

***                               

أَيُّها الراقصونَ كفّوا عن الرَّقْــ

ـصِ على مقتـلٍ ونزفِ جـراحِ

 

إنَّ هـذي ضحيَّــةَ الظلــمِ أَولَى

بحَنــوطٍ مـن بـدلـــةٍ ووشـــاحِ

 

أَتنوحـونَ ساعـــةَ العيـدِ حُمْقاً

وتُغنُّــونَ ساعــــة الأتــــراحِ؟

 

وتُذِلّـونَ موجـةَ النهـرِ جهـــلاً

وتُعِزّونَ آسِـــنَ الضَحضَــاحِ؟

 

مابرحتـمْ حربـاً علَى كـلِّ حــرٍّ

مُســتنيـــــرٍ وواهـــبٍ منَّــــاحِ

 

مـاأنـا منـكـــمُ.دعــوني وعقلي

بجنوني استقــامتي وصــلاحي

 

إنّني كـافـــــرٌ بليــــلِ المَلَـــــذّا

تِ وليـلِ الأَعراسِ والأَفـــراحِ

 

واغتيالِ الإِنسانِ باسـمِ الديانـــا

تِ وباسمِ النصوصِ والشُــرَّاحِ

 

سوف أَبقَى رغمَ اغترابٍ مُشعَّاً

في منافي الظــلامِ كالمصبــاحِ

 

أَتحـدَّى جوارحَ الصمتِ غِرِّيـــ

ـداً طليقَ الجناحِ ثَبْتَ الصداحِ

 

طامحاً في ربيــعِ جيـلٍ جديـدٍ

مُزهرِ الوعيِ مُورِقِ الإنفتـاحِ

 

وارفِ الظـلِّ بالبسـاتيـنِ لكـنْ

من طماحٍ أَشجــارُها وكفــاحِ

 

مُقتفي العقـل لا الخرافة نهجاً

لــصبــــاحٍ مُنـــوِّرٍ وضَّـــاحِ

 

أَتقــرُّ العيــــونُ يومــاً بهـــذا

قبـل موتي وهَمْدَةٍ لصيـاحي ؟

 

واختتامي معيشــةً لـم تكنْ إِلّا

كما كانت في أَسىً بافتتـــاحِ ؟

 

أمْ ليــــالـيَّ أَقفلـتْ عليَّ أَبــوا

بَ رجائي وليس من مفتـاحِ ؟

 

عبدالإله الياسري

 شاعرٌ وكاتب عراقيٌ وُلِدَ في مدينةِ النجفِ في العراق عام 1950 له كتابات وقصائد في الشعرِ العَموديِّ وفي الشِعرِ الحر. تتمحور قصائده حول الحرية والمرأة والوطن وهي قصائد يغلب عليها طابع الثورية وكسر القيود نَحوَ التغيير. في كتاباتهِ لَهُ حسٌّ عاطفيٌ يختلطُ معَ صورِ الطبيعةِ في ظل مرحلتين من حياتهِ (الوطن والغربة) حيث ابتدأت غربته خارج الوطن عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره. لم يكتبْ هذا الشاعِرُ شعراً في مدح حاكمٍ أو مسؤول بل على العكس نجد في اشعاره التمرد على السلطة حَدّ الإستِهجانِ وفضحِ العِيوبِ لكنَّ احتوت قصائدُهُ على تخليد لِمواقفَ ضِدَّ السلطة تَدعو إلى القدوم بالتجديد وتُشيرُ إلى سِلبياتٍ اجتماعيةٍ يَعتَقِدُ الشاعِرُ أَنَّ على المُجتَمعاتِ الانتباهَ لِخَطَرِ وِجودِها .

لم يتم تسليط الضوء كثيراً على هذا الشاعر بسبب ابتعاده عن الاضواء من جهة واختلافه مع التوجهات السياسية في بلدهِ آنذاك من جهة أخرى بالإضافة إلى اختلافهِ مع التوجهات السياسية الحالية أيضا. تم مؤخراً وضع الاعمال الشعرية للشاعر عبد الإله الياسري قيد البحوث الاكاديمية في العراق وبالاخص في جامعة كربلاء كلية التربية في قسم اللغة العربية وتم جمع مخطوطات شعرية قام الشاعر بكتابتها على مدى السنوات الممتدة من 1965 وحتى الان وتمت طباعة ونشر سبعة دواويين منها وحالياً يتم من خلال دراسة تلك المخطوطات رصد مراحل تاريخية مهمة مر بها المجتمع العراقي وهي قصائد يشار اليها على انها كانت مكتوبة بعيداً عن تأثير السلطة الحاكمة وأنها كانت تتمتع بنوع من الاستقلالية في التعبير والوصف.

ديوان جرح ومنفى، مجموعة شعرية عن دار الرواد للطباعة والنشر اغلبها من الشعر الحر تمثل الانفعالات العاطفية للشاعر بين الوطن وذكريات الحب والطموح لغد أفضل على المستوى الوطني والاجتماعي والفكري

ديوان جذور الفجر، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية تمت كتابتها خلال المدة التي سبقت هجرة الشاعر إلى خارج العراق عام 1979 و فيها الكثير من حس الثورة والتوق إلى فجر الحرية والتغيير

ديوان اجراس البقاء، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية وهي قصائد يجسد الشاعر من خلالها استقلاله عن السلطة والمال و لكنه كان من خلالها يجسد اعتزازه بشخصيات عامة رحلت عن المجتمع فتركت ارثاً يحتذى به فيتنبأ ببقاءهم خالدين في تاريخ الإنسانية وهذا الديوان يتضمن قصيدة عمودية تقرب المائتين وخمسين بيتاً شعرياً عن مثال ثورة الحسين بن علي وما يمكن مقارنته بما يحدث اليوم من اضطهاد للشعوب

ديوان أشرعة بلا مرفأ، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية وهي قصائد كتبها الشاعر خلال فترة غربته خارج العراق بكل ما فيها من احاسيس قد تتكون لدى من هو بعيد عن الوطن من حنين وضياع و اصطدام للثقافات والعادات

ديوان في ظل حواء، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية كتبها الشاعر ما بين عامي 1968-1972 خلال دراسته الجامعية في بغداد وكانت قصائد ذاتية دارت في مواضيعها حول المرأة في ظل ما يعتقده الشاعر السلطة الذكورية للمجتمع.

ديوان أرق النجم، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية وهذه المجموعة الشعرية تضم القصائد التي قيلت ما بين عامي 1966-1969

ديوان رغم الثلج والرماد، مجموعة شعرية عن مؤسسة دار الصادق الثقافية تتضمن قصائد حديثة للشاعر بعد عودتهِ إلى وطنه ورؤيتهِ ما آلت اليه الامور في العراق بعد عام 2009 و رغبته في وصف احداث العراق واحوال الناس

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved