ساحة سعد

2013-02-25
الساحة التي شهدت أحداثاً كثيرة ـ قبل أن ينتصب في وسطها تمثال سعد بن أبي وقاص أو بعده ـ ولعل ما حدث يوم 1ـ2ـ1991هو الأهم، حين أدار الجندي المنسحب من الكويت مدفع دبابته الرشاش نحو صورة صدام حسين وأمطرها بوابل من الطلقات فأنتقل صدى الطلقات وأيقظ المدينة وجدد صرختها بوجه الطغيان وصار الذي صار ، وقتها خُنِقت الصرخة لعوامل عدة ـ على السواء داخلية كانت أم خارجية ـ وتلك حكاية أخرى من حكايات العراق حيث لا غريب فيه إلا الحقيقة.
تنتظرين موجاتِ الحرِّ ونسماتِ البَر..،
وحكاياتٍ سطّرها الصيادون،
تنتظرين الجند المحمولين..،
وبنات الليل يفضحهن المكياج وتحرش سواق التاكسي،
وقوافلَ تسرقُ من عينيك الكحل.
تنتظرين بيوت الشعر وخيام الغازات
ومفارزَ للجيش الشعبي،
ومضايف جند القائد يغزوها جيشُ النمل
وقوافلٌ للشهداء!.
تنتظرين نساءً يسألن عن (مملحة الفاو)
وبقايا أشلاء الأولاد عند تخوم ( الحناء)،
عن قادة جيشٍ مروا فيك..لمعت أنواطُ القائد فوقَ صدورهمُ،
إنتصبوا برهة عند ضفاف النهر وبيعوا في أسواق الخردة!!.
تنتظرين نعوشَ الذهب المسروق وجنائزَ هاجمها (النسر الامريكي )،
في أقبح صفقة بعد القرن الرابع للهجرة.
تنتظرين العبوات..،
وقذائفَ جند الله وجند الشيطان!،
تُهدى للطلاب وزوار السجن أو مَنْ ينتظر جثةَ أخيه في (الطب العدلي)!.
تنتظرين المقهورين والمقهورات ولوريات الجص ورمل (النجمي)،
وسواقاً لايخفي لثامُهمُّ رائحة (العرق) المغشوش،
تنتظرين آلهةَ التهريب، وصفقات المسؤولين يفضحها عمالُ ارصفةِ التحميل،
تنتظرين صهاريجاً معبأة بالنفط المسروق تعبر ذاك(الصوب)عبر النقال وعيون الفلاحين!،
تنتظرين صحوةَ هذا العالم ؟!!، أو مولدَ سفاحٍ يحرقُ يابسَ هذي الأمة.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved