سٌهادٌ الإدهاش في مآلات القصة القصيرة جدا في لا وعي التقاطع الخائن

2021-04-30

إشارة مهمة في البدء :

في البداية أٌقرٌّ بأنني لست ناقداً، ولا دارسا للقصة القصيرة جدا هذه " الأُضمومة " أو الومضة كما " يشتهي " أن ينعتها البعض من الدراسين لها، أو لغيرها من الأجناس الأخرى، وتحديدا هذا الجنس الحديث النشأة، دعوني أسميه هذا الدخيل، شأنه شأن الهايكو، حيث - في تصوري - المتواضع يتقاطعان في جملة من " التجليات " والروافد . ويشكلان منحنى أحياناً يكون متوازياً وأحياناً " تقاطعياً " .

الإدهاش الذي يجيئ " حمولة " من قاص لأخر .. في ذات الجنس يخونه غالبا ذاك الترابط أو التقاطع الهش .. فيفرز لدى- المتلقي الواعي - عدة استنتاجات .

هناك من " يستأصل " الإدهاش كمقوّم أساسي ومركزي، ومنهم من يترك " نزيفه " يستبرق المخيال والمتخيل فيه، على طاولة التشريح . وهناك من " يشحذ " كل هممه للاقتراب من " طاولة التشريح / وأغلبية المتعاطين معه " أضفوا عليه، بل أثثوه برداء " الإستطيقيا " كغطاء دلالي ل " لعبة " السرد فيه .. من منطلق كونه " بناء معماريا " الإدهاش إن لم يطوّق دائرة وذائقة المتلقى، في - تصوري - دوما، ولا ينعشها انتشائياً ومعرفياً في ذات الوقت، فإنه يظل ثأثيثا لإستطيقيا دلالة قد تخلو هي الأخرى من معاييرها الدسمة ومن " استدام الدلالة " وكثافة " الممكن " فيها، وقد تعكس تجاويفها جٌملا " معلّبة في حكي لا يعانق ولا يؤازر المحكي / المتخيل في رؤاه وأطروحاته، وحتى في تجلياته السردية المبنية على الإقتصاد في اللغة وإيصال " الصلة التواصلية " بين ما هو محكي وما هو " مٌشكل " ترادفاً للأفعال والجمل دون حركية صاخبة، متأججة بين ثنايا القطعة المحكية .

في هذا الحال يظل " الحكي " شاردا بين بناء وبناء ، بناء مفعم بالتجاويف والمألات، وبناء يتكيء على جملة من " التهاويل " اللفظية في شقيه : التخويفي والمبهجي ..

الشق الأول " تهوال " استعراضي غالباً ما يفقد دلالته، فيقع في منزلق، اللاتفاصيل، وهي أصلا مجرد مترادفات لجمل ومعان لا تسنتد إلى سند المحكي والمحكي عليه وفيه .. لكن ثمة بالمقابل بناءآت معمارية، بقدر ما تستعرض مكوناتها اللفظية التتابعية، بقدر ما تدخل " مربع الدلالة، وهذه الاخيرة، تنجو بفعل عامل " المراس " لدى البعض دون البعض الآخر .

الإدهاش الهُلامي يخنق، على صعيد آخر دورات التأطير في المأمول وفي منعرجاته، ويصل إلى دون " مدى " الإدراك " خاصة لدى حديثي التعاطي مع هذا الجنس الحديث والدخيل، فيقعون في الخلط بين فنيات وتقنيات وموازنات الهايكو كفلسفة وكرؤيا ومرايا للطبيعة كسند وتجنيس أو بعبارة أخرى كمقوّم أساسي وانفعالي، لمرثيات " اللحظة الحاسمة " بينما القصة القصيرة جدا، تعتلى آفاق أخرى ومعارج للتوق تصعد مدرجات سلمه، بمعزل عن الهايكو " الربيب " الرفيق " عند البعض بدون وعي .

الإستيطان بالمملكتين يستدعي إلماما بحفريات كل جنس على حدة، دون المساس بمقومات ومحيطات ومحميات الآخر، لكن بنفس الحدة والطرح والرؤيا والإنفعال والبناء المعماري ...

على كل طرف الأ يكون عالة على الطرف الآخر - هايكو- ق.ق.ج وإلأ جنح المأمول كما السفينة جنوحا في المتخيل المعماري . فتطاله " الهشاشة " .

التشيؤ ليس معناه انبعاث المخيال من المتخيل بدعوى البدائل بقدر ما هو، أي التشيؤ صنف مبادلات إدراكية بين النمطين .. مبنى وسلوكاً وأنفعالاً لحظة الإبداع . أو على وجه التدقيق لحظة المخاض .

هذه الأراجيح العائمة في فلك " الإنطباع ، هي كما أشرتٌ في صدر هذه الوريقة المتواضعة، مجرد استنتاجات لنتاجات أعتلى أصحابها صهوة منصة النص، هي أيضاً شذرات لمد وجزر بين قاص وآخر على حلبة سلطة النص، وهذا ما لمسته كعابر لحقول التعاطي مع هذا الجنس، الذي تتفاوت فيه البنى الفنية من سارد لأخر، حيث يشتغل البعض على المعمار والمعيار والحمولة اللغوية كأداة بديلة للقص والحكي في شكله الباهت، وبعضهم خانته .."الأصداف " الملساء في عرض بحر السرد، فراح يحرك قاربه ومجاذيفه فتفرقت به السّبل، وهناك من تحكم في مجذافه و " وروّض " سرعة الرياح وتمردها لصالحه وهو يحرك دوالب الجوار بين جملة ولأخرى وحالة حسية ونظيرتها حتى لا يقع في الإطناب ولو كان مقتضبا ..

وهناك من انساق وراء " التزويق اللفظي التتابعي، فسحقته هوة المتتاليات الباهتة وأن كانت هي الأخرى مقتضبة ..

غير أن ثمة أصوات سيطرت على الإدهاش وطوقته أيما تطويق، كما طوقتنا كمتلقين، حيث تمكنت من ناصية القول : معماراً وبصيرة وإحالة المدلول إلى أروقته دون المساس بالتهافت على الإقتصاد اللغوي بدعوى معاشرة هذا الجنس . على حساب المأمول فيه كنمط سلوكي إبداعي عميق الدلالة .. وهناك من أحاله على " التعليب والتجويف "، فأضحى باهتا لاهثا لا في المعنى ولا في الدلالة، وهذا لا يعني من وجهة أخرى أن الأعمال والنصوص لم ترق إلى المأمول وإلى مستوى هذا الجنس، بل بالعكس توصل أصحابها إلى " تحريك " السياقات بشيء من التفاوت من سارد لأخر طبعا .

ولنا أوبة بالتفصيل لعينات في هذه المنظومة الكونية الإبداعية في هذا المنحى . هذه مجرد شذرات وفٌتات و " تعويمات " قد لا ترقى إلى مستوى العارفين والضالعين في الحقل، ريثما يطفو المعنى على سطح المسالك والسبائك، وما أفضيت به في هذه الوريقة المتواضعة مجرد مسأءلة لسؤال التساؤل، من منطلق إيماني بأن الحجة يجب أن تقرع بالحجة وتتفرع عنها ... ترهقنا ومن معنا من السامعين وتابعي التابعين من المتلقين والعاملين عليها : نُخبا وشرائح متعددة، وإن كنتُ على مذهب آخر من التأويل، أوعابر سبيل، أجنبي على الحقل والمنظومة . وعليه أستسمحكم إن كنتٌ أغفلت ٌ تضاريس وتجاويف أخرى لهذا الجنس عن وعي أو عن جهل أو عن عدم إلمام بهذا المسار أو عن "دون" إدراك .

أحمد ختاوي

قاص وروائي جزائري

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved