"اهلاً بفاطمة والزمان ومحمد القطّري وهو يمسك دفة " السمبوك" محتشداً بين الصواري العاليات وأشرعةٍ تسير إلى الشمال ، سمر الليالي وميّ النفوس، أهلاً بأهلي بسمائي الأولى بمهد طفولتي أهلاً بعالية المقام بكاظم الغيظ، أهلاً بنا أهلاً بكم أحبتي وبالجميع".
" من وحي اللقاء بفناني مدى2"
بعد سنة من اللقاء الذي جمع الفنانة العراقية أشنا أحمد من كردستان العراق والفنان القطري محمد العتيق ـ على هامش التجمع العالمي وورشة العمل والتي نظمتها مؤسسة " تيليو سارت" في الهند وهي مؤسسة ذات أهداف إنسانية وتعني بالطفولة بالدرجة الاولى ـ وبصبر وإصرار الفنانة وخبرة وحنكة الفنان شاكر بدر عطية وبدعم إدارة الثقافة في ستوكهولم إستضافت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد الفنانات ، مي السعد وسمر البدر من الكويت، فاطمة النمر من السعودية، عالية الفارسي من عُمان، والفنانون جاسم زمان من السعودية، محمد العتيق من قطر، كاظم الداخل من العراق.
إفتتاح المعرض لم يكن تقليدياً ، بل مع حركة زوار المعرض طرق سمعنا صوت النهام وموسيقى البحر، على أثر ذلك خرجت عربةـ من أحد أركان القاعة ـ مزدانة بأعلام الدول المشاركة وعلى جنبها علم مملكة السويد، تتوسط مجموعة الأعلام شمعة كبيرة قامت الشيخة نجلاء القاسمي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة في مملكة السويد ـ مشكورة ـ بإشعالها وبكلمة مقتضبة رحبت بالحضور معلنة إفتتاح المعرض.
كان عرساً فنياً ولقاءاً حميمياً جمع الاهل والاحبة فالثقافة تحدت السياسة وعملت ما عجزت عنه السياسة كان هذا تعليقاً للدكتورة بتول الموسوي وهي التي تشغل منصب الملحق الثقافي في سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم ولعلها المرة الاولى التي يصر فيها المسؤولون العراقيون على الحضور أكثر من مرة والتفاعل من خلال المشاركة وطرح الافكار والوعود التي نأمل أن تتحقق وتاخذ طريقها الى حيز التطبيق.
جماعة مدى للفن المعاصرهي " مجموعة تمثل لقاء بصري منفتح على العالم هدفه الإرتقاء بالعمل الفني والإنتشار بثقافة اللوحة لأقصى مداها"*
الفنان محمد العتيق الدوسري رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية والمنسق العام للمعرض أشار إلى أنّ البذرة الأولى حضنتها تربة الخُبر في السعودية ـ بعد تنسيق مع الفنانة فاطمة النمر ـ وقتها نبتت البذرة وتجذرت فكان مدى1 ، اما اليوم فمدى2 يبدو شجرة رسخت جذورها وستحمل على الدوام أوراقاً طرية وجديدة.
أما الفنان شاكر بدر عطية رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في السويد فقد ذكر في رسالة الجمعية مايلي:" هدفنا كجمعية للفن التشكيلي في السويد ومن خلال نشاطنا في تنظيم معرض مجموعة مدى الثاني في شهر نيسان 2012 في قاعة هوسبي كونست هال في السويد ، فنانات وفنانون جاءوا بأعمالهم كأشرعة من الجنوب إلى الشمال تحمل تجارب لكل منهم جوهرها الحسي الإنساني الذي تخطى الحواجز معبّراً بلغة اللون والشكل والتي لا تحتاج إلى وسيط للترجمة لإنها أعمال بلغة الجميع".
لقد صنع الفنانون أشياءاً جميلة أما الفنانات فقد أثبتنّ ـ بجدارة ـ عكس الصورة لدى البعض من إنّ الفتاة الخليجية أفسدها الدلال ، لا تسعى إلا وراء آخر صيحات الموضة ، بعيدة عن هموم مجتمعها...
لقد جاءت أعمالهن معّبرة عن معانٍ ودلالات تحركت على سطح اللوحة أو من خلال الرمز المرتبط كلياً باللوحة ...
عالجنّ من خلال أعمالهن هموم المرأة وتطلعاتها ولسان حالهنّ يقول:" لكي تفهم حياة إنسان واحد عليك أن تستوعب العالم".
الكثير سعى لإنجاح هذه التظاهرة الفنية،أحدهم الفنان حسين البرزنجي فإلى جانب كونه فنان تشكيلي فهو خطاط ماهر ، إستخدم أكثر من نوع من الخطوط في اللافتة الكبيرة المعلقة على واجهة القاعة والتي إهتدى من خلالها أكثر زوار المعرض، وضع الفرشاة جانباً ودخل المطبخ ليفاجأ الجميع بوجبة عشاء تأكد للجميع إنّ جذوة الفن تبقى متقدة فيه وحرارة فرشاته لن تنطفأ، لقد تفنن في إعداد الطعام تفننه في إستخدام الفرشاة.
وللزائرين آرائهم :
1ـ ترددت في المجيء فالصورة المرسومة في الذاكرة، خيول تصهل خيام معزولة صحراء قاحلة وفي أحسن الحالات بحر ساكن أو غضبان، لكني فوجئت بالرقة والأناقة والقدرة، كانت أعمالاً كاملة حتى يتهيأ لي سماع حفيف الفرشاة على جسد اللوحة.
الممثل والمخرج
د. أياد حامد
2ـ إنه رائع...سأزور المعرض أكثر من مرة.
الفنانة التشكيليية السويدية
بكلّت
3ـ كان معرضاً ناجحاً ...اللقاءات والأمسيات المصاحبة للمعرض اضافت نكهة ومذاق خالصيين.
الفنان التشكيلي
د. عماد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ مقتطف من رسالة مجموعة مدى.