إنْ جئتَ تؤرّخُ للأشياءْ
وبكفّيكَ حمَلتَ السَبعينَ
لتَحْجُمَ أورِدَةَ العُمرْ
نَخلاً كُنتْ
وجَداولَ يَختالُ بجُرفَيْها الماءْ
ونديماً قربَ شَواطئِها
في عينيهِ تفَتّقَ سحْرُ الليلِ
وروداً ...
ووجوداً
يهبطُ فيهِ الوحيُ فيأويهِ النخلْ
آمنتُ ..
وصَلّيتُ
ولمْ تَصعدْ آلِهَتي
أبعَدَ مِن حَرَمِ السْعفْ
.........
.........
لمْ تَحفَظْ حُرمَةَ مِحرابي الأيّامْ
مابينَ العينِ بإسمي
واللّامْ
تَعَبٌ ..
شوقٌ
فَوْتٌ ..
أضيقُ من حرفينِ
وأوسعُ من نزْفِ الأعوامْ
..........
..........
رَحَلَ النخلْ
وانصَرَفَ الماءُ عن النهرِ
وعَنكْ
دَفَنوا في القاعِ النُدماءْ
من ماتَ بغيرِ النخلِ شهيدْ
فتَيَمّمْ لصَلاةِ المَوتىٰ
واكتبْ سيرَتكَ الخَجلىٰ
أكتبها ..
والحرْفُ كَمَوسىٰ يَبضَعُ فيكَ الجِيدْ
أأتاكَ حديثُ الذكرىٰ
رحلتكَ الأولىٰ ..
وعُبوركَ من زَمَنٍ مفقودٍ
نحوَ غُروبٍ لا مَشرقَ فيهِ لبدرْ
تتعثّرُ بالأهواءْ
لا تنسى أن تَذْكرَ في طرْسِ السيرةِ ملحمةً سوداءْ
نَحَروا فيها الطُهرْ
لا تنسى أن َتروي سَفَرَالقَهرْ
تَتَلفّتُ مفجوعاً لترىَ بَعضَكَ شُلّْ
لا تنسى أنّكَ من غيرِ النخلْ
من غيرِ الأنهُرِ والبرديِّ علىٰ الشطآنْ
لستَ سوى بضعةِ ضوءٍ
يجهدُ كي يقتلَها الظِلّ
أتُرىَ يغنيكَ تذكُّرُ ما مرّْ
تنشِدُ في الحاضرِفَخراً ..
كي ترضىٰ ..
لا ...
يسخَرُ منكَ الفَخْر
هذي السيرةُ حيثُ حللَتْ
حيثُ نَظَرْت
أغصانٌ تخضّرُّ وتهفو للنورِ
وفيها يشكو الظمأَ الجَذرْ
**