بين المحمرة وعبادان طريقان؛ طريق البريم، وطريق المحطات الذي يمررك من الجامعة الحرة والمستشفى .
وإذا ما عزمتُ الذهاب إلى هذه المدينة العريقة، سلكت الطريق الأول؛ طريق البريم .
لا أدري لماذا ؟!
ألأنه ينتهي إلى بيت شقيقة أم شروق ؟ ... لا أدري !
أم لأن تبليط شارعه صاف، وعلى جانبي الجادة أشجار يسرق خضارها المقود من يدي ويفره نحوه ؟ ...ربما .
أم لأن اسمه يذكرني بنخلة البريم فيجذبني إليه ؟ ...وهذا أقرب احتمال .
وحينما أسير في هذا الطريق المزين بمصابيح ملونة، أمر على شركة النفط، وأشم رائحة هذا السائل المشؤوم ... فيضيق صدري . وأتنفس بخار الغاز المتناثر في الهواء ... فيتكدس الحزن في قلبي .
وعلى طرفي أبوابها، تقف سيارات أجنبية فخمة، تبهر مني البصر، وتتركني فاتح الفم لا أبدي حراكا !
وأرى ملامح غريبة، تكثر تنهدي، ويرفضها طفل إحساسي، فيصرخ باحثا عن ذويه !
اليوم رغم إصرار أم شروق، سلكت الطريق الثاني .