الزبير(عين الجمل) هكذا وصفها القاص والروائي الجميل( محمد خضير) في [بصرياثا] ته .
والزبير التي لا نزورها ـ نحن أهالي أبي الخصيب ـ إلا في مناسبتين: للفرح ولقاء الأحبة وللحزن وفراق قريب أو حبيب، ففي الأولى سفرات المدارس أو العوائل إلى منطقة ( الأثل والبرجسية ) وإحتفالات الربيع الراقص والتي نستعد لها إستعداداً يليق.
أما الثانية حيث مقبرة ( الحسن البصري).. زمن الرحيل من حيث لا نحتسب!.
خطرّ هذا ببالي أثناء مروري بالمنطقة التي سكنتها في بداية التسعينيات من القرن الماضي، أي بعد مجيئي للسويد (الصورة).
كانت منطقة مرتفعة يفصلها عن البحيرة طريق للمشاة، يُجمَع بها سنوياً كميات كبيرة من الأخشاب وغصون الأشجارعلى شكل تل مرتفع، تُشعَل في نهاية الشهر الرابع من كل عام ( ماي بروسا ) إحتفاءاً بالربيع.
بعد ربع قرن عادت المنطقة إلى طبيعتها الأولى، مساحات الماء تتسع.. القصب ينبت من جديد، بالمناسبة حدثني أحدهم حين قدمت للسكن في المنطقة بقوله: في الستينات لا يوجد في المنطقة سوى الأبقار والخيول تصول وتجول وبعض الحيوانات غير الداجنة التي تتردد على المنطقة والتي إنسحبت إلى الغابات عند تخوم المنطقة.
نعود لمعشوقتنا البصرة، عند تقاطع طرق/ بصرة ـ زبير ، فاوـ بغداد والذي سمي فيما بعد( ساحة سعد) وعلى يمين القادم من البصرة بإتجاه الزبير كانت المنطقة مغمورة بالمياه والقصب تغني بها الريح ويعبرها الصيادون.
هل تفعل الطبيعة فعلتها ونعود للزمن الجميل، بعد أن عجز الإنسان من فعل شيء أمام جبروت طغاة العصر.