أنا يا عصفورةَ الشّجنِ مثلُ عينيكِ بلا وطنِ أنا لا أرضٌ ولا سكنٌ أنا عيناكِ هما سَكني من حدودِ الأمسِ يا حلماً زارني طيراً على غُصُنِ أيُّ وهمٍ أنتَ عشْتُ به كُنْتَ في البالِ ولم تَكُنِ
هذه الجديَّة الصارمة والقسوة المُنَفِّرة من جلالة النملة المُتعسِّفة المُستبِدَّة..! وأنا أعيشُ طفولتي وسط شتاءآت باردة . يعصف بها طقس مثلج ينالُ من الأذنين وأطراف الأصابع، ويتحوَّل الزَّفير أوقات الشِّدة إلى بخارٍ كالضَّباب، يتجمَّدُ عند حدود الأنف...
على طريق الرّيف، مضتْ رَازْ تجوبُ البراري، تنتقلُ من حقلٍ إلى حقل، تجمعُ حبوبَ الحنطة التي خلّفها الحصادون . راز صَبِيَّة مُتَوهِّجة المشاعر لم تزلْ في ريعان الشباب . تتمتع بقوام ممشوق وعينين ساحرتين، ووجه مشرق يفيض بالمحبّة والرضا والسلام، ورصيدها ف...
لعقود طويلة خلتْ عرفنا كتاباً للمطالعة في نهايةِ المرحلة الإبتدائية. أتحفتنا به المكتبات ولهجَت به الألسن لوقتٍ طويل، وتردّدتْ أصداؤه بين الناس ونصحت به إدارات المدارس . "إسمع يا رضا" : للمُتَّهم الغريم الدكتور أنيس فْرَيْحَة طيَّب الله ثراه . كتابٌ...
مَرَّةً أخرى تعالَ إلى حُضْنِيَ المُشْتاقْ أعاقرُ رحيقَ الخمرْ من خميلةٍ تَتَنَفَّسُ بالعبيرْ فعلى صَدْرِكَ المَلهوفْ تَموجُ سنابلُ قَمْحي
ذلك بعض ما كتبه سعيد تقي الدين في الأيام التي تلت إعدام الزعيم . وكانوا مع طلوع الفجر في الثامن من تموز من العام 1949 قد أعدموه رميا بالرصاص، بعد محاكمة قصيرة عاجلة تألفت في عتمة الليل، ودهاليز السياسة والخسَّة وأعلى درجات الجهالة والغباء . هكذا نا...
بروحيَ تلك الأرض في "شمس الجبل".. أرض الطفولة واللهو والعبث البريء، التي ننتسبُ إليها طوعا وحبا خالصا؛ ما دامتْ أرضُها أنعمتْ علينا بالحياة، وتربتُها قرب "النّبي ساما" في الطريق إلى "المعصرة والشعرة"، "وضهر المغارة" وغابة السنديان في "السّلوقي" تترفق...
الصداقة في اعتقادي خيار، لا ينمو ولا يثمر ما لم يُبْنَ بعناية عالية، ويخيِّم عليه تفاهمٌ عميق؛ لأن الصداقة علاقة محْوَرِيّة، تدور في محيطها سائر العلاقات الإنسانية النبيلة، وتتصل أهميتها بسلسلة من الفضائل، من أبرزها الصدق والمحبة والتعاون والوفاء، وه...
الحرب البغيَّة المشؤومة وما كان من ماضي "ملوك الطوائف"، ووطن مهزوم لم يزل قيد "العناية" الجبريَّة، فلم يتعافَ نهائيا من حربه العصيِّة على النسيان . "حرب الآخرين" على أرضه بوسائلنا وأيدينا وبلادة عقولنا وغبائنا . وخوف ما زال متوقَّعاً من الآتي، وما ان...
في البداية أنا معنيٌّ كثيراً بالجانب الأدبيّ من النّص، ومعجبٌ بالمرأة الجريئة المُنصِفة، في مواجهة وتحدّي صَلِفِ الرِّجال، فالمرأة في نظري مخلوق مسالم ووديع، يكرهُ العنف ويمقتُ حماقات السّواد الأعظم من الرجال . ولو خلقَ الله المرأة الإنسانة الرائعة ف...