أحلم بكوخ ساهر تنام الصخور حوله، وأن يتحول الزمن إلى صدى تهدهده النغمات . أحلم أن أمضي بلا كتفين وبلا قدمين، وبملائكة الله تقطع هذا الخيط من حول عنقي، وأن أستعيد لوسادتي وقميصي رائحة وطني . أحلم أن أنتمي لحدود نفسي فقد مضيت بلا حدود، وبأن تعود أصابعي...
في صخب المقام الملبد بالحريق ناشدت شعاع المطر مايعينني على الرباط الدرب باردة فمن وهب الفصول ولادتها
فرَّ الناس إلى الجبال قد أوشك الموج أن ينفرط فلا عاصم من الغفلة نسيت يدي على فم الحقول فتذكرني الدرب
كلما شاخ العالم، ينأى في الزمن، وكلما غاب الماضي في الزمن بدا فقده فادحا، وكلما بدا الفقد فادحا كان الزاهد يحفظ في قلبه ذكراه الغامضة بلا عزاء، فيصبح الحنين أشد وقعا ويتسع ليصبح القلق أثقل، وكلما أثقل القلق في الروح يكظم الحلق وترتقي مرونة الصوت، هو...
حدود الوتر يرسمها الماء المبحوح فوق القوس حتى مخالب القلق قالوا... هنا يفر الناس
ظل المسجد يزاحم الكفن العتيق يواري البارود فشل الصمت ماذا لو قرأت فوق العين معلّقة الأحزان...
كيف لك أيها الوطن الجاثم في صدري أن تمتطي رائحة قلبي دون أن تمضغ لحمي وكيف تضمحل المواجع والكلوم في اشتداد
في الفجر روي المؤذن مدن الجوع والناس راكعين في لحظة السجود بحث في عمق الساقية...
يغفو النارنج العتيق على زلّة السواد ويتجرع القصيد قبره حين ينسدل الشوق ثوباً بلا جسد كمواويل الظمأ