رحل شاعر الثورة الفلسطينية أبو عرب الذي غنّى لفلسطين طوال سبعين عاماً حتى اللحظات الأخيرة التي أمضاها بيننا على فراش الموت ، فلسطين التي قال عنها "لكل الناس وطن يعيشون فيه... الا نحن فلنا وطن يعيش فينا."
كنعانيون /من البحر جاؤوا وإليه يعودون مسافرون والزنازين رحلتهم/حزينون ودروبهم صمّاء
لفراشات الحزن تشتعل آية من وجع الطريق يتربع الندى قصيدة مطر على بتلات الحروف يفترش أحداق الأرصفة ويتوسد أكف الذاكرة
اليوم أطوي رمحي/وأنكر آخر بيعة/أفر من عار الإنتماء وأتشظى في حمى الطلاسم الأولى/لأبعث قلب حي/على خد الصباح
أيٌها المتدثٌر باللٌيالي النديٌة/باق أنت كنخل متمرد فأنت الموشوم في طهر العيون/أيٌها النور الرٌاقد في جوف الحرقة
أشرٌع ذراعيٌ/لمن أقصى فؤادي حلَّت/علمت أنٌي عاشق فأذلٌت تأتيني بحراً هادراً/شوقاً إليٌ فأكثرت وأقلت/أحببتها /وقلبي بها قد تعلق
جمعنا حصار الشمس/ في الأفواه/نسأل عن الوقت وزهرة الورد/كان القتل في السواد العاري
نوافذ الأحلام ضيقة/وأنا واسع وسع هذا الخراب الكبير/ألملم الخطى وأسير أسحب خلفي/الأناشيد والفصول الوردية
كان القمر صافياً مثل عيني صبية/حين انثنت كفٌها في الوداع الأخير وكان الشجر يعبر الشرفات الغربية../كان الزمان مطراً لاسعا
هبطت من فردوس العش/تتمختر بين أرائك السندس/شدٌت لي في العيون السود صومعة ../ما أغواني التفٌاح فيها/لكن الرمش منها ساحر