هذه الحصة تثير في القلق، واكثر ما اكرهه فيها هو الحديث عما كان يجري في غابر الازمان، لانني اعده فاصلا بين الخيال و الواقع، وكل الاساطير التي يظنها مدرس التأريخ حقائق لا تقبل نقيضا لها، تجعلني اغزل منها الاف من علامات الاستفهام..
بالامس كان الجدار يستفزك بصمته و ثباته امام ركلاتك المجنونة المثابرة.. فانت لم تصدق انه جدار.. او لعلك لم تعد تفهم الفرق بينه و بين ما حولك من كائنات، فصدودهم لك لا يختلف عن إتكاء هذا الجدار الى فراغ، و امتناعه عن ترديد صداك..
البئر أظلم عميق.. سمعت صراخهم.. _أتسمعون يا رفاق؟، هنالك من يصرخ.. _عاد لما كان عليه..
ليتهم يرون ما أرى، ليس لأنني امتلك الحقيقة المطلقة، بل لأنني أرى الأشياء البسيطة جدا حد اقترابها من البديهة بألوانها الفطرية لا بألوانها التي حشرت في منظوري حشرا، و أصبحت بيني و بين كنه ذاتي...
أجل.. هو من إرتقى عرشه حيث ترتفع الأبصار فلا ترتد إلا و الصبا رحيق بقائها ، و رعشة النبض في شريان جنين يولد.. و قد بدا و كأنه للسحاب رفيق ، و حِجر تتلاطم فيه ذروات طيشه و عبثه.. بزته الموغلة في نزقها جعلت من زغب جسدي ينتصب ما أختال أمام ناظري..
_تخيل لو اننا يومها حصلنا على ذلك الزجاج الكروي الملون الذي كان في حوزة إبن دويج ، ما كان يسميه بالدُعبُل ، هل ستكون ذكريات طفولتنا كما هي الآن كالحة و دون ألوان؟........ هكذا بدأت ضحكتي الطويلة يا حمد..
بسبابة واحدة أخذت تمحو تفاصيل ما شتلته عربة تجرها الخيول في أحياء باريس.. وما حدث في القصر القريب أيضا.. وحيث ترنحت خطواتها نحو بيتها عند الفجر.. وما سكبته من تأوهات على رسائل الخيانة في أدراجها.. وما جنته من سحنة زوجها و هو يقلب قلبها على ورق قديم...
أصبح الحديث جهرا ، ليل نهار ، و دون مواربة ، أو خجل يجري كأنه أمر واقع حول تقسيم وطننا الجميل العراق الى مجرد قطع أراض دون انتماء لحضارة وادي الرافدين.. ولصالح من يا نساء العراق؟ ، لصالح مذاهب صنعها الذكور ، لا نحن..
قد قرأ في كتبه التي تراكمت كبرج عال في مدينته ، والتي كانت بحوزته يوما انهم قد عرفوا بالراجلين ، وهم إمتداد لمن تم تسميتهم بالزاحفين.. وكان جده يؤكد على ان اصول الزاحفين سماوية، فيما غلب الاعتقاد على ان الراجلين قد انحدروا من الملائكة..
المقالة (المرفقة مع التنويه هذا) نشرت في صحيفة المثقف لمدة 24 ساعة في باب مواربات الخاص بي ، ونالت الاستحسان ، وانتشرت في الفيسبوك ، و تم التعليق عليها من قبل الكثير ، لكن احدهم كان مؤمنا انه المقصود بما جاء فيها مع اصدقائه ، و هدد بالانسحاب معهم من...