أخذ عماد البدلة الجديدة من والده، هدية نجاحه في الشهادة الثانوية، ونسي أن يشكره، أو اعتبر ذلك غير ضروري، فهذا واجبه . كان الأبُ قد أصيب بعجز دائم، سيارة مسرعة بلا نمرة واضحة، صعدت على الرصيف، قرب مصرف التسليف الشعبي في بانياس، وحطمت طرفيه السفليين ....
زميلي المتعجرف في العمل، هو ذاته صديقي الفيسبوكي، يطبطب على جراح الجميع الافتراضية، فتندمل . جاري في البناية المقابلة، أراه عند الفجر يجلب المازوت المسروق من محطة الوقود التي يعمل بها، ومساء اليوم ذاته، يلعن الفساد والفاسدين، ويهدَّد بكشفهم . جارتي ا...
سمعت الصوت الثلاثي لسيارة الشرطة، رأيت أضواءها المبهرة، تقترب من نافذة غرفتي . نزل شرطيان من السيارة، قرع أحدهما الباب بقوة، تصاعدت ضربات قلبي، وأحسست بها تهزُّ عنقي . كنت قد وضعت خطة محكمة، للتخلص من مديري النتن، لم أعد أطيق إزعاجه المتكرر لي . أعم...
صعد متثاقلا إلى العربة الأخيرة، ترك الأفضليَّة لأمٍّ تحمل طفلا صغيرا، وتسبقها ابنتها التي تقارب السبع سنوات. جلست المرأة الشابة قبالته، وأخذت ابنتها مقعدا، بجانب الرجل منقبض الملامح . بدأ اليأس بقضمه كالجذام منذ ولادته، قبل نصف قرن تقريبا، وابتلعه تم...
حبيبتي : حين ناجيت عينيك للمرة الأخيرة، كان الخريف قد صار حقيقة واقعة، أخذ لون العسل من ناظريك، وغمسه بزيت الحنين، فصرت لا أعرف الفرق بين الجوى، وأوراق الشجر المُصفَّر . اعترفت بجنوني عابرا للعمر، فوق حصائر الأيام . قدماي انغرزت في رمل ما قبل التار...
طلبَتْ مِنِّي رئاسة التَّحريرِ كتابة (قصَّة قصيرة جدّاً)، فأرسلْتُ لها مُسْوَّدَتِي الأولى، اكتب فيها عن أمِّي التي ماتَتْ قهراً بعد أشهرٍ من استشهاد أخويَّ في الحرب على بلدي المُثْخَنِ بالجراح، وعن وطني العربِيِّ الكبير مقسَّماً إلى دويلاتٍ تَنْحَرُ...
مضت أيامٌ خمسةٌ على وجود والدته في المشفى، حرص على زيارة المدير العام يوميَّاً، ووعده بساعة رولكس، بدأ الطبيب المشرف يُحضِّرُ يده اليسرى لساعة رادو، أمَّا رئيس الأطباء المقيمين فأعجب بالدقة والجمال لساعة باتيك فيليب، التي عشمَّه بها الأستاذ أمجد ف...