في الثالث من تشرين ( أكتوبر ) 2009 ، كنا : جوان وأنا ، في الطائرة الفرنسية التي ستنقلنا من مطار هيثرو اللندنيّ إلى العاصمة الصينية بَـيْـجِـين ، كما تُعرَف الآن .
كاد الشيوعيُّ الأخيرُ يضيعُ في عَمّانَ .../عَشراً كانت السنواتُ : فارَقَها ، ولم يأْسَفْ لِـما فَعَلَ الفراقُ ، فربّما كانت حديقتُهُ من الصبّارِ ،/أو كانت سفينتُهُ من الورقِ الـمُـقَـوّى.
أراقبُ جْوانَ في الـحُلْمِ /السريرُ هنا ، باقٍ كما كانَ ... ليلُ القريةِ اتّسَعَتْ فيه الشواخصُ ،/أشجارُ السياجِ بَدتْ غيماً
في أوائل تشرين أوّل ( أكتوبر ) هذا ، سأكون في الصين ! سأكون هناك مع احتفالات العيد الستين لتأسيس جمهورية الصين الشـعبية
اليومَ سأشــربُ كأســي شاياً بالعسلِ ... اليومَ ، أُحَيِّـيكَ وأشــربُ نَخْبَكَ ... كأسَكَ ، شاياً بالعسَلِ !
أحييتُ أمسيتي الشعرية ، وكانت من أفضل أمسياتي . كما جرى نقاشٌ حرٌّ مفتوحٌ بيني وبين الحضور الكرام . كان اللقاء صريحاً ، بل صريحاً جداً .أتذكّرُ أنني ندّدتُ بـ " الموقف الـمُخزي للمثقفين العراقيين من الاحتلال " تنديداً صارخاً تماماً .
هي أيـْـلةُ التاريخِ/وهي الآنَ إيلاتُ التي جاءت بها الكبَـواتُ واللهجاتُ وهي ، بـنُـطقِـنا ، وغماغمِ استقتالِـنا : الــعَـقَـبةْ
أظلُّ مندفعاً دوماً ، أدوسُ على مُعَجِّلِ السرعةِ القصوى وأتركهُ على أديــمِ الحديدِ الجهْمِ ينطبقُ
قالت لي جْوانُ : الليلةَ نســهرُ حتى منتصفِ الليلِ فقد نلقى ســاحرةً في عَتْمةِ منعطَفٍ ... ( لَـيلَـتُهُنَّ ! )
سلَّمٌ ضيقٌ، وحديدٌ، سيأخذُكَ ... السلَّمُ الضيّق، الحَلزونُ، سيبدأ من آخر المخزن. السترةُ الجلْدُ، ثمَّتَ، والشايُ أخضَر، تلك الحقائبُ مفتوحةٌ، كفِخاخٍ، ستسقط فيها عجائزُ برلين ...