قبل أربع سنين التقيتُ محمد مهر الدين في عمّان .إنه ابن مدينتي ، غادَرَ البصرةَ ، فبغداد ، مثلي ، بلا رجعةٍ ...جبر علوان ، وقد كان ، آنذاك ، في العاصمة الأردنيّة أيضاً ، قال لي :سيُتعِبُك محمد مهر الدين !لم يُتعِبْني الرجلُ .كنا نُمضي ساعاتٍ نتحدّث ع...
النهرُ الأوّلبعد أن جفّ " وادي العقيقِ " ، وأخرجت الأرضُ أثقالَهامن حصاً ورصاصٍومن مُتَرَدِّيةٍ ومسوخٍ وآلهةٍ ...قلْتُ : أمضي إلى ذلكَ النهرِ .رُبّتَما أتدارَكُ ما لستُ أُدْرِكُهُ ...أو عسى العَـتْمةُ الأبديّةُ تنجابُ ؛كان الصباحُ بهيماً :غيومٌ معل...
(1) حديقةٌ في شيراز هي جنّةٌ من تحتِها الأنهارُ تجري ...هي في الضواحيحيثُ شيرازُ المدينةُ سوف تُمْسي جنّةَ البستانِ .كانت شمسُ شيرازَ العميقةُ تُحْرِقُ الأحداقَ .قالَ فتى الـمُحَمّرةِ الذي يقتادُني في " فارِس " الأعماقِ :سوفَ نكونُ في ظِلٍّ وماءٍ ....
في ثلاثينيّاتِ القرنِ الماضي ، زارت أجاثا كْرِيستي ، بغدادَ .وكما اعتادَ الناسُ ، في بغداد وسواها ، رُتِّبَ لها لقاءٌ مع المهتمّين بكتابتها ، من متنوِّري العاصمةِ ، آنذاك .وكان من بين الحاضرين ، مَن سألَها عن عدد الكتب ( الروايات البوليسية ) التي أصد...
(1)عدن 1986 كان المطارُ بعيداً ...كان أقربَ من خنجرٍ سيحزُّ الرقابَ التي عرفَتْكيفَ ترفعُ ، حتى المدى ، عدَناً ، كيف ترفعُ أسماءَنافي سماءٍ شتائيّةٍ ، نحو ما كان أبعدَ حتى من البُعْدِ :كيفَ تكونُ اشتراكيّةٌ ، في جزيرتِنا العربيّةِ ...كيف تكونُ ال...
الساحة الثقافية العربية ، إنْ بقِيَتْ ساحةٌ ، لها مُضحِكاتٌ أكثر من الـمُـبْكِيات ...من هذه المضحكات " جائزة بوكَر العربية " التي يمنحُها أولادُ الشيخ زايد في أبوظَبي ، ليشتروا بمالِها الضئيلِ ، ما توهّموه من ثقافةِ أُمّةٍ .أولادُ الشيخ زايد ، هم عل...
(1)المعرّة كلّما جئتُها ، زرتُ شيخي الـمَعَرِّيَّ ، أحملُ أوزارَ عُمْريفأُلقي بها في محيطِ الضريحِ ،وأَلْقى ، هناكَ ، الشميمَ الذي كنتُ أستافُهُ من بعيدٍ ...لقد كان "هادي " يُلَمْلِمُ ما قد تَناثَرَ من أُمّــــةٍ ،كان...
تَسكنُ في أوبَرفيليَيْهكأنك تسكنُ في قسطنطينةَأو في سوقِ بَراغيثَ ...وأحياناًتشعرُ أنك في جُرْفٍ عالٍقد ينهارُ لِـمَـهْبِطِ عصفورٍفتموتُ ...الشارعُ بين محطة مترو أوبرفيلييه ، وبيتِكَتقطعُه ، حذِراًتتلفّتُ .إنك لا تعرفُ في الـمَبْنى أحداً .لا يعرفُ وج...
أنت تسكنُ مُسْبَقةَ الصُّنْعِ بين مساكنِ بَرْزَةَوابنِ النفيسِ ...وقد تتمشّى من البيتِ ، صبحاً ، لكي تَبْلُغَ " الـمَرْجـةَ " .الصبحُ يَعْبَقُ بالياسمينِ ...المدينةُ تستيقظُ .*لم تكن في دمشقَ ، الغريبَ ...لقد كنتَ فيها، كما كنتَ في يومِ مولدِكَ ؛اخ...
"القصيدة مهداة إلى إحميدة العيّاشي " خمسون عاماً ؟إنها خمسون عاماً، وهي ماثلةٌ، لدَيّكأنني في اللحظةِ الأولىكأني أهبِطُ، الآنَ ...القطارُ من " الجزائرِ " وهي عاصمةٌ ، أتى بي .إنني في سِيدي بلعبّاس .قالَ رفيقُنا حِمْراسُ، يشفعُ مَطْلَبي بوزارة التعليم...